أعلان الهيدر

تفضّل مشكوراً بمشاركة الموضوع مع اصدقائك

الرئيسية علاقة الإسلام بالشرائع السماوية السابقة

علاقة الإسلام بالشرائع السماوية السابقة

علاقة الإسلام بالشرائع السماوية السابقة

النصوص المؤطرة للدرس:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ﴾.
[سورة الشورى، الآية: 13]

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾.
[سورة المائدة، الآية: 48]

1 – التعريف بسورة الشورى:
سورة الشورى: مكية ما عدا الآيات 23، و24، و25، و27 فهي مدنية، عدد آياتها 53 آية، ترتيبها الثانية والأربعون في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة فصلت، سميت بهذا الاسم تنويها بمكانة الشورى في الإسلام، وتعليما للمؤمنين أن يقيموا حياتهم على هذا المنهج الأمثل الأكمل، وقد عالجت هذه السورة الكريمة أمور العقيدة، الوحدانية، الرسالة، البعث، والجزاء، والمحور الرئيسي الذي تدور حوله السورة هو الوحي والرسالة.
2 – التعريف بسورة المائدة:
سورة المائدة: مدنية، عدد آياتها 120 آية، وهي الخامسة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة الفتح، سميت بهذا الاسم نظرا لذكر قصة طلب الحواريين من المسيح عليه السلام إنزال مائدة عليهم من السماء يأكلون منها، سورة المائدة من السور المدنية الطويلة تناولت كسائر السور المدنية جانب التشريع بإسهاب إلى جانب موضوع العقيدة وقصص أهل الكتاب.

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
I – مفهوم الشرائع السماوية:
1 – تعريف الشرائع:
الشرائع: لغة: جمع شريعة وشرعة، ومشرعة الماء (هي مورد الشارب)، وهو الموضع الذي ينحدر منه الماء، بحيث يكون ظاهرا. والشرائع اصطلاحا: هي كل ما أوحى به الله عز وجل إلى رسله عليهم الصلاة والسلام من توجيهات عقدية وأوامر ونواهي شرعية ليبلغوها إلى أقوامهم.
2 – تعريف الإسلام:
الإسلام: مصدر أسلم، وهو الخضوع والانقياد والاستسلام، واصطلاحا: يطلق على ثلاثة معاني:
  • يطلق على الدين: لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾.
  • يطلق على مرتبة من مراتب الدين: (الإسلام، الإيمان، الإحسان).
  • يطلق على الامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه.
II – محاور الشرائع السماوية:
يتجلى ذلك في الأصول التي قامت عليها، إذ ترتكز الشرائع السماوية على محورين اثنين:
  • محور العقيدة: ويهتم بالقضايا الغيبية التي يطلب من المؤمن التصديق بها، وهذا المحور هو قضية ثابتة بكل الشرائع السماوية ولا يتغير أبدا.
  • محور الشريعة: ويهتم بتنظيم شؤون الإنسان الدنيوية قصد تحقيق سعادته، وهذه قد تتغير لاختلاف ظروف كل أمة وتباين مصالحها وحاجاتها.
والمحوران متكاملان لابد لأحدهما من الآخر لأن تحقيق العبودية الكاملة لله لا تكون إلا بهما.
III – علاقة الإسلام بالشرائع السماوية السابقة:
  • على مستوى العقيدة: دعوة كل الرسالات السماوية إلى عبادة الله وحده وعدم الإشراك به، ولذلك خاطب الرسل أقوامهم بـ: ﴿اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾.
  • على مستوى الشريعة: تأكيد شريعة الإسلام على بعض الأحكام الواردة في الرسالات السماوية السابقة (التأكيد على وجوب الصيام)، وكذا تكملة شريعة الإسلام للشرائع السماوية السابقة، وذلم بتصحيح بعض الأحكام التي وقع فيها تحريف (تحريم الإسلام اليمين الغموس الذي أباحه اليهود مع غيرهم)، كما نسخت شريعة الإسلام بعض الأحكام الواردة في الرسالات السابقة (التخفيف عن المذنب بالتوبة بدل قتل النفس كما كان واردا في شريعة موسى عليه السلام).
IV – مميزات الشريعة الإسلامية:
للشريعة الإسلامية خصائص ومميزات كثيرة على الشرائع التي سبقتها، منها:
  • تأكيدها على بعض ما ورد في الرسالات السماوية السابقة. .
  • تصحيحها لما وقع في الرسالات السماوية السابقة من تحريف.
  • نسخها لبعض الأحكام.
  • شموليتها لأصول الهداية البشرية وفروعها بغنى تشريعاتها.
  • مرونتها واعتدالها.
  • صلاحيتها لكل زمان ومكان.
  • كونها محفوظة من الله من كل تحريف أو تبديل.
  • هيمنتها على سابقاتها.
V – التوجيهات الإسلامية لمعاملة أصحاب الديانات السابقة:
يشهد واقع المسلمين منذ عهد المصطفى  إلى يومنا هذا على قبول الإسلام معايشة أهل الملل الأخرى على أسس وقيم سامية، منها:
  • دعوتهم إلى الكلمة السواء، وهي عبادة الله وحده، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ﴾.
  • ضمان حرية عقيدتهم وحماية أماكن عبادتهم ومعايشتهم وفق قوله تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾.
  • الدعوة والمجادلة بالحسنى والبعد عن الانفعال إلا من ظلم منهم واعتدى.
  • تجنب كل أشكال العدوان على أصحاب الفكر المخالف متى قابلونا وعاملونا بالمثل.
  • احترام آرائهم في القضايا الخلافية.
  • استثمار كل فرص الحوار لإبراز قيم الإسلام ومبادئه السمحة.
فبهذه القيم وغيرها انتشر الإسلام في وقت وجيز، وإذا رأينا في واقعنا خلاف ذلك، فسببه ضعف المسلمين في استلهام توجيهات الإسلام ومنهجه في التعامل مع الآخرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.